شقائق الوطن .. ومسيرة العلم - 11 يناير 2013
2021-11-10 583
في هذه الأيام التي تشخص فيها أبصار المواطنات السعوديات من حملة الدرجات العليا إلى مجلس الشورى؛ طمعا في أداء دور وطني بإزاء أشقائهن المواطنين.. في هذه الأيام تعود بي الذاكرة إلى سنة 1390 حين افتتحت أول كلية للبنات في الرياض، كم هي المسافة بين المرحلتين زمانا وإنجازا؟!
بمقياس الزمان هي مدة يسيرة لا تتجاوز أربعة وأربعين عاما.
ولكنها بمقياس الإنجاز شيء عظيم جدا.. يسجله التاريخ بمداد من نور وفخر!
فمن ثمانين طالبة كن يمثلن مجموع طالبات تلك الكلية في سنتها الأولى إلى 138.723 طالبة يمثلن منسوبات التعليم العالي خلال السنة الماضية وحدها! وذلك بعد أن اندمجت 102 كلية خاصة للبنات مع 25 جامعة فيها من الأصل أقسام للبنات.
ثم أنشئت جامعة متخصصة للطالبات هي جامعة الأميرة نورة لتستوعب في سنتها الأولى فقط 50928 طالبة في مرحلة البكالوريوس، و803 طالبات في مرحلتي الماجستير والدكتوراه.
إننا نتكلم عن 2370 ضعفا مضاعفا خلال نحو أربعين عاما! ولك ــ عزيزي القارئ ــ أن تتصور نسب التضاعف السنوية في هذا القطاع الحيوي.
ليست الأعداد وحدها شاهد القفزات الكبيرة في تعليم البنات العالي في المملكة، بل إن اتساع المجالات والميادين شاهد آخر، فالمرأة السعودية اليوم حاضرة في معظم التخصصات، بارعة في أدقها وأصعبها.
ومن شواهد فرادة التجربة السعودية في تعليم البنات أنها حافظت على الأسس الدينية التي قامت عليها هذه البلاد، فقد نصت وثيقة التعليم التي أصدرتها لجنة مختصة برئاسة الملك فهد ــ رحمه الله ــ سنة 1389 على تقرير حق الفتاة في التعليم بما يلائم فطرتها ويعدها لمهمتها في الحياة، على أن يتم هذا بحشمة ووقار، وفي ضوء شريعة الإسلام. وذلك ما تم، وبقي تعليم البنات في المملكة محافظا على خصوصيته وفرادته دون أن ينقص ذلك من قيمته العلمية شيئا.
إن هذا النجاح الذي جمع بين تحقيق الإنجاز والحفاظ على الهوية جدير بأن يذكر فيشكر، وجدير بأن يستحضر ونحن على مقربة من احتضان جامعة الملك سعود لندوة (التعليم العالي للفتاة في المملكة: من النمو إلى المنافسة)، برعاية من معالي الوزير، وهي ندوة تضم نخبة من المختصين وصناع القرار، وتهدف إلى اقتراح سياسات تطويرية للتعليم العالي للفتاة في المملكة.
شكرا لرائد نهضة التعليم خادم الحرمين الشريفين.. وشكرا لحكومتنا الرشيدة.. وشكرا لمعالي وزير التعليم العالي.. ثم شكرا.. شكرا لزهرات الوطن وأمل مستقبله.
(*) مدير جامعة أم القرى